نصف العمى
عيون البشر عدســــــــــات
يمكن أن تلتقط
صورا قبيحة كما تلتقط صورا جميلة
عدسات ترصد كل حركة وسكتة وتعبير وانفعال وتصرف وسلوك يصدر من المقابل
على سبيل المثال:
هب انك مقبل على مكان عام به مجموعة من البشر
ستجد كل العدسات تتجه إليك لترصد شكلك وكلامك وسلوكك وتصرفاتك وحركاتك وتبدأ بالنقد والانتقاد
الشىء الهام هو إحساسك أنت بهذه العدسات التى ترصدك
وتسلطها عليك
هل تهتم بها وبرصدها لسلوكك وأفعالك ؟
هل شعورك بأنك مراقب من ِقبل الأخرين
يجعلك حذرا من الوقوع فى الخطأ وحريصا على التزام الصراط المستقيم ؟
إذا كان هذا الفرض صحيحا (حتى ولو كان الشخص مثاليا) ومن هذا المنطلق
وعلى هذا الأساس وليس التزامه ومثاليته مبنية على أساس اقتناع أو إيمان
ولا بدافع من داخله
هل يحق لنا أن نصفه بالالتزام و المثالية الحقة ؟
أم أننا نعتبرها مثالية زائفة ؟
أعتقد أن الكثيرين منا سيعتبرها مثالية زائفة لأنها لا أساس لها وتفتقر إلى الاقتناع
ومبنية على الخوف من الرقباء (عدسات البشر)
وبالتأكيد أن فريقا منا سيعتبرها وإن كانت زائفة إلا أنها محمودة لأنه يكفينا أن نجد منا من يلتزم بالسلوكيات اللائقة والسوية ولو بدون اقتناع فى هذا العصر الفاقد للالتزام ؟
أى أنه أضعف الإيمان
أو كما يقول المثل المصرى الشائع
(نصف العمى ولا العمى كله)
والسؤال هنا
من أى فريق أنت ؟
ولأى وجهة نظر تنتمى؟
إحدى نبضات قلمى الخاصة جدا