مريم آدم عضو نشيط
عدد الرسائل : 41 تاريخ التسجيل : 22/06/2007
| موضوع: ريم والرسائل الثلاثاء يوليو 10, 2007 1:03 pm | |
| استقيظت مبكرا كعادتها .. بالرغم من أن اليوم هو يوم إجازتها , صغيرتها ريم كذلك أعتادت على الاستيقاظ مبكرا ,كانت تجلس في مكتبها مشغولة بكتبها وأوراقها . ريم : ماما ماذا تكتبين ؟ الأم : أكتب رسالة الى الله . ريم : هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟ الأم : لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا أحب أن يقرأها أحد. خرجت ريم من مكتب الأم وهي حزينة , لكنها أعتادت على ذلك , فرفض الأم لها كان باستمرار.. مر على الموضوع عدة أسابيع , ذهبت الأم إلى غرفة ريم و لأول مرة ترتبك ريم لدخول أمها ... يا ترى لماذا هي مرتبكة؟ الأم : ريم .. ماذا تكتبين ؟ زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما , أنها أوراقي الخاصة.. ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن تراه أمها ؟!! ريم : أكتب رسائل الى الله كما تفعلين.. قطعت ريم كلام الأم فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟ الأم : طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ.. لم تسمح ريم لأمها بقراءة ما كتبت , فخرجت الأم من غرفت ابنتها واتجهت إلى زوجها راشد كي تقرأ له الجرائد كالعادة , كانت تقرأ الجريدة وذهنها شارد مع صغيرتها , فلاحظ راشد شرودها .. ظن بأنه هو سبب حزنها ..فحاول إقناعها بأن تجلب له ممر ضة .. كي تخفف علها هذا العبء( فهو مصاب بالشلل).. لم ترد ان يفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من أجلها ومن أجل ابنتهما ريم , واليوم يحسبنها تحزن من اجل ذلك.. وأوضحت له سبب حزنها وشرودها... ذهبت ريم إلى المدرسة , وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة. وضح الطبيب للزوجة سوء حالة راشد وأنصرف , تناسيت الزوجة أن ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها أن الطبيب أكد لها ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وأنه لن يعيش لأكثر من ثلاثة أسابيع , انهارت ريم وظلت تبكي وتردد: لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟ الأم : أدعي له بالشفاء يا ريم , يجب أن تتحلي بالشجاعة , ولا تنسي رحمة الله أنه القادر على كل شئ .. فأنت ابنته الكبيرة والوحيدة . أنصتت ريم إلى أمها ونست حزنها , وداست على ألمها وتشجعت وقالت : لن يموت أبي . في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي . غمره حزن شديد فحاول إخفاءه وقال: إن شاء الله سيأتي يوما وأوصلك فيه يا ريم.. وهو واثق ان إعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة.. أوصلت الأم ريم إلى المدرسة , وعندما عادت إلى البيت , غمرها فضول لترى الرسائل التي تكتبها ريم إلى الله , بحثت في مكتبها ولم تجد أي شئ .. وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى أين هي؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟ ربما يكون هنا .. لطالما أحبت ريم هذا الصندوق, طلبته من الأم مرارا فأفرغت الأم ما فيه وأعطتها الصندوق ..إنه يحوي رسائل كثيرة ... وكلها الى الله! يا رب ... يا رب ... يموت كلب جارنا سعيد ,لأنه يخيفني!! يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت !!! يا رب ... تكبر أزهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها لمعلمتي!!! والكثير من الرسائل الأخرى وكلها بريئة... من أطرف الرسائل التي قرأتها الأم هي التي تقول فيها : يا رب ... يا رب ... كبر عقل خادمتنا , لأنها أرهقت أمي .. كل الرسائل مستجابة , لقد مات كلب جارهم منذ اكثر من أسبوع! , قطتهم أصبح لديها صغارا , كبرت الأزهار , وريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها ... لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! .... شردت كثيرا ليتها تدعوا له .. ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني : سيدتي المدرسة ... المدرسة !! ... ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟ أخبرت المدرسة الأم أن ريم وقعت من الدور الرابع وهي في طريقها إلى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة ... وقعت الزهرة ... ووقعت ريم ... كانت الصدمة قوية جدا لم تتحملها الأم ولا راشد ... ومن شدة صدمته اصابه شلل في لسانه ومن يومها لا يستطيع الكلام لماذا ماتت ريم ؟ لا تستطيع الأم استيعاب فكرة وفاة ابنتها الحبيبة... كانت تخدع نفسها كل يوم بالذهاب إلى مدرستها كأنها توصلها , كانت تفعل كل شئ ريم كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرها بها , تتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ عليهم البيت بالحياة ... مرت سنوات على وفاتها, وكأنه اليوم ... في صباح يوم الجمعة اتت الخادمة وهي فزعة وتقول! أنها سمعت صوت صادر من غرفة ريم ..هل يعقل ريم عادت؟؟ هذا جنون ...أنت تتخيلين ... لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ أن ماتت ريم.. أصر راشد على ان تذهب زوجته وترى ماذا هناك.. وضعت الزوجة المفتاح في الباب وانقبض قلبها ... فتحت الباب فلم تتمالك نفسها ..جلست تبكي وتبكي ... ورميت نفسها على سرير ريم , إنه يهتز .. آه تذكرت الأم قالت لها ريم مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت الأم أن تجلب النجار لكي يصلحه لها ... ولكن لا فائدة الآن... لكن ما الذي أصدر الصوت .. نعم إنه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي , التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها , وحين رفعتها الأم كي تعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه إنها احدى الرسائل ..... يا ترى , ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات .. ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة .. إنها إحدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم الى الله , كان مكتوب , يا رب ...يا رب ... أموت أنا ويعيش بابا ... | |
|
فارس الأحلام عضو فعّال
عدد الرسائل : 108 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 24/06/2007
| موضوع: رد: ريم والرسائل الأحد يوليو 15, 2007 8:11 pm | |
| شكرا لكى مريم ادم على هذه القصه الرائعه وارجو ان تكون من بنات افكارك
| |
|
سحر العيون مشرفة عبير البراءة
عدد الرسائل : 366 تاريخ التسجيل : 15/06/2007
| موضوع: رد: ريم والرسائل الجمعة يوليو 20, 2007 8:17 pm | |
| تسلمى يا غالية
اعجبتنى قصتك أختى مريم آدم دمت بود .. | |
|
حسام النجم عضو فعّال
عدد الرسائل : 250 تاريخ التسجيل : 24/07/2007
| موضوع: رد: ريم والرسائل الأربعاء أغسطس 01, 2007 4:17 am | |
| شيقة ولذيذة جداااااااااااااا احييك على هذة الاضافة والمشاركة الجميلة منك ونتمنى وجودكم معنا فى عبير الرياضة فى انتظار ردودكم وشكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا حسام النجم | |
|