سيكلوجية الحب والحاسة السادسة
ماهو الحب ؟ وماذا تعنى مشاعره ؟ الحب هو شعور عفوى تلقائى ينطلق من نفس الإنسان بشكل طبيعى دون تفكير أو تدبير أو تخطيط
أما مشاعره فهى تلك التى ترسل ذبذبات وإشارات يستطيع عن طريق الإحساس بها الطرف الثانى أن يتعرف على وجودها وماهيتها مهما كانت المسافات بعيدة ومهما كانت العوائق كثيرة ومهما كانت الحواجز عالية وذلك بمساعدة حاسة سادسة أو ربما سيكلوجية خاصة بهذا الشعور والتى تجعل الطرف الثانى أى المستقبل يستطيع أن يستقبل هذه الذبذبات وفى نفس الوقت يكون قادرا على أن يرسل إشارات متبادلة تعنى استجابات مفهومة للطرف الأول
لذا فإن مشاعر الحب ليست لها قاعدة محددة بضوابط أو بأطر مرسومة وإنما هى مشاعر تلقائية وعفوية تنبع من نفس يكمن الحب بداخلها مشاعر لا تخضع لقوانين ولا تخطيط ولا اختيار والدليل على ذلك أننا لا نستطيع أن نختار قبل أن نحب ولكن نحب بلا اختيار ولو كان للمحب حرية الاختيار والتفكير قبل أن يقع فى الحب لاختار حبيبا مثاليا كما كان يحلم به ويراه فى أحلامه
وعلى ذلك فالمقولة التى تقول
<< مرآة الحب عمياء >> مقولة زائفة حيث إن مرآة الحب ليست عمياء ولكنها ترى وترى بوضوح عيوب من نحب ولكنها تتغاضى عنها تحاول أن تغمض عينيها عن هذه العيوب وذلك لأننا لم نختر من نحب قبل أن نحب ولكن نحب بكل المميزات بكل العيوب حتى أننا أحيانا ربما نحب هذه العيوب فيمن نحب ونهوى
لماذا يصمم البشر على تشويه علاقة الحب بالتخطيط والتدبير ؟
أما التخطيط والتدبير فى الحب
فلا أعتقد أن له مكانا بين المحبين حيث إن الحب كماذكرت شعور تلقائى لا يخضع لشىء يقننه ولا يقيده
لذا فإن
نشوء علاقة الحب بين البشر ليس له علاقة بالذكاء والتخطيط وحسن التصرف والاناقة ولباقة الاسلوب والمستوى الاجتماعي والمالي والعلمي والعمر والاختلاف العرقي والديني فهذه الامور مرتبطة بعلاقات الصداقة التقليدية فقط، أما علاقة الحب فهي عفوية تنبثق كالزلزال الصاعق على الطرفين رغما على ارادتهما واختلافهما ورغما على كافة الموانع.
ولذلك أرى أنه لا تخطيط ولا تدبير فى هذه العلاقة العفوية والبريئة جدا من كل تخطيطات البشر وترتيباتهم
وتدبيراتهم فلماذا يصر البشر على تشويه أنقى ما فى حياتهم من علاقات بالتخطيط والتدبير وربما الحيل
هل اعتدنا على إفساد كل ماهو جميل فى حياتنا؟
وهل ألفنا تحويل كل ما هو عفوى وتلقائى إلى خطط وحيل ؟ على سبيل المثال عندما يبخل الحبيب على محبوبه بكلمة حب أو بالافصاح عن حبه أو التعبير عنه على نحو المقولة التى تقول :
<< التقل صنعه >>فهو فى هذه الحالة يفرمل مشاعره الفطرية و يتحكم فى سيكلوجيته ويحاول أن يقود ها و يوجه ذبذبات مشاعره ويحاول أن يقيد الإشارات المرسلة إلى الطرف الأول بالإفصاح والتعبير والبوح إلى الاخفاءو الغموض والكتمان وهذا قمة الظلم والإجحاف لنفسه ولمحبوبه
لأنه يحرم نفسه وحبيبه من أجمل وأرقى لحظات صادقة يمكن أن يعيشها لو ترك لسيكلوجيته العنان تنطلق وفقا للفطرة و الطبيعة
من المسئول عن البوح بين المحبين ؟فى نهاية الأمر وجب أن نقول الذي ينقل بوح المشاعر ويفضح نيران الروح في بداية الامر ليس لغة العيون ولا رعشة اليد وارتباك الحركات والمشية المتعثرة... وإنما الذي يخبر الطرفين بحدوث البركان وهبوط الصواعق واجتياح النيازك وهتاف الروح هو الحاسة السادسة وطاقة الباراسايكولوجيا التي تزف البشرى للعشاق بخبر ولادتهم مجددا على يد الحب.
إحدى نبضات قلمى