توأمان يتبرعان للاحتفال باليوم العالمي للتوائم
لا جدال في أنه تبرع سخي بحق وحقيقة، مقداره خمسة ملايين من الدولارات، ذلك الذي ذهب لصالح مقر الاحتفالات بيوم التوائم من ريع عزبة تعود ملكيتها الى فلاحين اعزبين درجا على الاقتصاد والتقشف في عيشهما. وكان جون ووليام ريف، واللذان أوردتهما موسوعة غينيس للارقام القياسية العالمية ذات يوم كمتصدرين لقائمة التوائم الاكثر تطابقاً على مستوى العالم، قد خصا مقر الاحتفالات في توينسبورغ - على بعد حوالي 15ميلاً الى الجنوب الشرقي من كليفلاند - بالنصيب الاوفى من جماع ما خلفاه وراءهما من تركة وموجودات بعد موتهما؛ حيث توفي جون في عام 2005م، بينما توفي شقيقه التوأم ويليام قبله بخمس سنوات.
بيد أن الخطط الرامية الى تطوير جزء من مزرعتهما الواقعة في احدى ضواحي فيلادلفيا لم تجد طريقها الى التنفيذ الا مؤخراً وفي هذا الخصوص، أدلى فورست نورمان محامي لجنة الاحتفالات بأيام التوائم، بتصريحات صحفية نشرت مؤخراً أشار فيها الى أن من المتوقع أن تكتمل صفقة تطوير المزرعة قريباً؛ مما يعني ان حوالي خمسة ملايين من ريع المزرعة سوف يذهب لصالح اللجنة التي تزمع استثمار المبلغ للمساعدة على تغطية تكاليف التشغيل.
وقد تحدث جون بكتل أحد جيران التوأم جون ووليام ريف المسؤول التنفيذي عن عزبتهما واصفاً إياهما بأنهما درجا على ارتداء ملابس متشابهة والتكلم بطريقة متطابقة، إذ جمع الشبه بينهما في كل شيء تقريباً. وقد فازا على مر الأيام والسنين في العديد من منافسات "الافراد الأكثر تشابهاً"، حيث كانت اول مشاركة لهما في يوم التوائم في أواخر السبعينات من القرن المنصرم. وتحدث عنهما نورمان قائلاً: إنهما أثنان من قدامى مزارعي بنسلفانيا ممن قد يتبادر الى ذهنك انهما لا يملكان من حطام هذه الدنيا شيئاً".
اما الاحتفال السنوي بيوم التوائم، والذي يستمر لثلاثة أيام، فسوف يبدأ في الثالث من أغسطس لهذا العام؛ ومن المتوقع ان يستقطب حوالي ثلاثة آلاف من التوائم (المكونين من أثنين أو ثلاثة او أربعة افراد). ويشتمل الاحتفال على مسابقات من قبيل الأشد تشابهاً والأقل تشابهاً. وقد لفت هذا الاحتفال انتباه العلماء المهتمين بأبحاث العوامل الوراثية.
وقد كان التوأم جون وويليام ريف يعيشان في مزرعة تبلغ مساحتها ما مقداره 154فدان؛ وهي مزرعة ظلت عائلتهما تتوارثها كابراً إثر كابر وعلى امتداد ثلاثة أجيال. ووصفها بكتل بأنها ليست بأي حال من المزارع المثالية للفلاحة واعمال الغيط. وقد اشتمل المنزل الموجود فيها على مدفأة حطب؛ كما كان يوجد بها قطيع قوامه 20بقرة يكفي بالكاد لدعم مزرعة الألبان بالعزبة.
وقد أقدم جون ريف قبل موته في عام 2005م على ابرام صفقة مع مجموعة تطويرية كانت تخطط لاستغلال العزبة، والتي تمثل قطعة أرض غير مطورة تتمثل في مضمار للسباق بالقرب من فيلادلفيا؛ حيث تزمع المجموعة استخدامها لبناء وحدات سكنية. وقد اعترض الجيران على ذلك ولكن السلطات الرسمية المحلية والمجموعة المطورة والسكان المحليين اتفقوا جميعاً في نهاية المطاف على خطة يتم بموجبها تشييد ستة منازل وحديقة عامة على الموقع بينما يتم بناء 40منزل في موقع آخر.
وسوف يعاد ترميم العزبة التاريخية التي شهدت تدهوراً واضحاً اثناء الاشراف عليها من قبل جون وويليام ريف. وكان التوأم اللذان لم يتزوجا قط في حياتهما قد تبرعا بمعظم ثروتهما لصالح احتفالات أيام التوائم "توين دييز"؛ ولم يرد اسم أي من شقيقاتهما الأربع في ثنايا وصيتهما برغم أنهن لازلن على قيد الحياة.
وقد نقلت ذي فيلادلفيا إنكوايرر من بكتل قوله عنهما: "إن وقتهما كان مكرساً فقط للتوائم الآخرين. ومن المؤكد أنهما مختلفان عن غيرهما".